قصة عم فاروق أقدم مكوجى بلدى بالبحيرة منذ 60 سنة مع المكواه "الزهر".. صور

“على الأصل دور”.. يمكن لهذه المقولة الشهيرة أن تعبر  بصدق عن حكاية فاروق إدريس أقدم مكوجى بلدى بالبحيرة، فعندما تمر بشارع 23 يوليو بوسط مدينة دمنهور، لابد أن يلفت نظرك محله المتواضع الذى يصارع الزمن وكذلك طريقته فى كى الملابس  باستخدام  المكواه الحديدية المصنوعه من الزهر التى انقرضت و  كأنه خارج لتوه من افلام الابيض والاسود .

وقال عم فاروق الذى يبلغ من العمر 76 عاما أنه ورث هذه المهنة أبا عن جد منذ أكثر  من نصف قرن ولم يتخلى عنها على الاطلاق رغم انتشار  مراكز التنظيف والكى الحديثة .

مضيفا أن كى الملابس  بشكله التقليدى باستخدام المكواه الحديد فيه مشقه عن إستخدام المكواه الكهرباء والبخار ولكن الاولى هى التى تميز مكوجى عن الآخر وتصنع مجده الشخصى على حد قوله.

وأوضح فاروق ادريس أن  زبائنه يعرفونه بالاسم ويتعاملون معه عبر الأجيال المختلفه لاقتناعهم الكامل بأن الكى اليدوى  هو الأصل وان الباقى مجرد تقليد .

وعن مراحل كى الملابس بالمكواه التقليدية  أكد عم ادريس أن البداية مع فرد الملابس على البنك أو طاولة كى الملابس وتسخين المكواه على النار بدرجة معينه وبحسب نوع الملابس بداية من الحرير  إلى الاصواف مرورا بالملابس القطنية ثم وضع”  الفودرة” عليها وهى قطعة قماش يتم وضعها على الملابس قبل الكى حتى لا تؤثر عليها حرارة المكواه  ثم تجئ مرحلة” البخ” والمقصود بها رش المياه عن طريق الفم على الملابس لترطيبها قبل الكى .

وبالنسبة لمدى إقبال الأهالى على الكى اليدوى أكد عم فاروق أقدم مكوجى بالبحيرة  أن هناك  تراجعا كبيرا على الكى التقليدى  خلال الفترات الماضية  خاصة  مع ارتفاع نفقات المعيشة ولكن هناك أشخاص لا يعترفون بالطرق الحديثة فى الكى وكأنها بدعه مثل كبار المحامين والتجار اللذين يتعاملون معه منذ سنوات عديدة.

وعن أسعار الكى اليدوى  أكد ادريس أن أسعاره فى متناول الجميع بداية من القميص الذى يتم تنظيفه وكيه مقابل مبلغ5 جنيهات والبنطلون الذى يتم كيه مقابل  7 جنيهات فقط.

وعن أهم زبائنه الذي تعامل معهم  قال عم فاروق ادريس أن أكثر  زبائنه منذ بدايته من علية القوم اللذين يقدرون صنعته جيدا ومدى جودتها بالمقارنة بالآخرين.

وطالب عم فاروق ادريس فى نهاية حديثة مؤسسات الدوله بدعم أصحاب المهن التى قاربت على الاندثار مثل الكى اليدوى حتى يمكنهم مواصلة عملهم فى هذه المهنة باعتبارها جزء من التراث المصرى.