منوعات

رأفت السويركى يكتب : انتصار أكتوبر .. فخر شبابنا الذي لا يدركه المغيبون والمضللون!!

هذه هي ذكرى أيام المجد، ذكرى الانتصار الذي رفع الرؤوس، “انتصار أكتوبر المجيد”، والذي يطوف بمخيلتنا كل عام، فنتذكر قصة النكسة والصمود والتصدي ورفض الهزيمة.

لقد كان الانتصار الذي أعاد للأمة كرامتها، ولأننا أبناء ذلك الجيل الذي عاش لحظات الفخر بثورته الوطنية 1952م التي غيرت خريطة القارتين الأفريقية والآسيوية والآميركية اللاتينية، وكتبت الفصل الأخير من فصول انتهاء طور الاستعمار الرأسمالوي القديم، ولتبدأ مشروعها الوطنوي الكبير الذي بدأ بعبارة “ارفع رأسك يا أخي، فقد مضى عهد الاستعباد”، لهذا فإننا نبقى ندرك أهمية “ثورة يوليو الوطنية”، وقيمة “انتصار أكتوبر المجيد”، ولا نغفل كذلك عن جروح الهزيمة أو النكسة وتحدياتها التي جعلتنا نقف من جديد، ونخرج من رماد اليأس.

وباللزوم فإننا نعود دائما إلى ألبوم ذكرياتنا ونُقلِّبه بفخر الرجال، ولا عجب أن تجد على صفحات “فيس بوك” كثيراً من أبناء جيلنا ينشرون صورهم خلال مرحلة الجندية، منهم من خاض صمود مواجهة النكسة في فصائل المقاومة الشعبية العام 1976م، ومنهم من خاض معارك انتصارات أكتوبر المجيدة وما تلاها.

أبناء جيلنا يشعرون بالفخر العظيم بزي الجندية الذي ارتدوه، وبالضرورة فإننا نمتلك من الوعي الكثير الذي يجعلنا لا ننساق خلف عبارات ساقطة من نوعية “حكم العسكر” التي يلوكها بعض الشباب مزيف الوعي، والمضلل الفكر، والببغائي النهج، من هوامش أجيال لاحقة أنعمت عليهم وعلى آبائهم “ثورة يوليو/تموز 1952 م” على الأقل بنعمة مجانية التعليم واتقان القراءة والكتابة والتفكير؛ ويتناسون أن الجيش المصري هو مؤسسة وطنية شريفة وليست مؤسسة جنرالات.

“المؤسسة العسكرية المصرية” مؤسسة ضابطة وحامية للوطن العظيم، ولا يمكن أن تضم جنرالات حرب وجامعي مغانم. المؤسسة العسكرية المصرية، لا تقوم على عناصر تحترف القتال وتُستأجر لمن يدفع أكثر، بل صارت مؤسسة حديثة عمادها العلوم العسكرياتية الجامعة وقد تمكنت من إقامة بنية متطورة ذات شمول لتواكب فكر زمان العولمة الجديدة في العلم والاقتصاد والتنمية لتبقى درع الوطن وحائط الصد الذي يحميه عند الملمات، وفي “مرحلة العصرنة” محرك مشروعات “التنمية الجديدة”؛ نتيجة تداعي قطاعها العام وطفيلوية “قطاعها الرأسمالوي الخاص”؛ تقوم بهذا الدور راعياً ومشرفاً ومراقباً لأن عديدها الكبير هو من المجندين، ومن أبناء الفقراء والمعدمين، الفلاحين والعمال والموظفين والمهمشين.

“المؤسسة العسكرية الوطنية” في مصر التي احتضنتا في فترة تجنيدنا… علمتنا وعمقت داخلنا “معنى الوطنية”، ودربتنا على ثابت أساس هو أن الوطن أولاً وأخيراً. المؤسسة الوطنية العسكرية المصرية، لا تنقلب، ولا تغتصب السلطة، ولا تهدم “الديموقراطية” كما يردد المضللون، وعُبَّاد الشعارات المتهافتة.

“المؤسسة العسكرية المصرية”، هي درع وقلب الوطن؛ لأن أكثر من 80% من رجالها من المجندين، وقد عشنا هذه الحالة؛ وتطبعنا بأخلاقياتها ومشاعرها وقيمها والتزامها.

وبهذه المناسبة يذكرني “فيس بوك” بما استخرجته من ألبوم صوري، الأولى صورة “شهادة دورة تدريب على فنون المقاومة الشعبية” في الكلية الحربية تخصص “البندقية الآلية” العام 1976م، والصورة الثانية لي خلال “تأدية الخدمة العسكرية الوطنية” مجنداً، والصورة الثالثة لقصيدة بالدارجة المصرية من أشعار أيام الدارسة وقت كنت شاباً صغيراً.

هل عرفتم لماذا نعتز بصورنا كجيل أيام كنا جنوداً مجندين؟، لأنها إثبات لحالة رجولة وطنية، عشناها وتعلمنا خلالها كيف نجسد الوطنية في أرقى صورها؛ وهو ما لا يدركه المضللون والمغيبون من الأجيال اللاحقة، ومن يكرهون الدور الريادي للجيوش في مجتمعات بطبيعة تخلف بناها الفكرانية الانتاجوية والثقافوية والعقدوية هي مجتمعات تجسد العجز والترهل نتيجة عجز نخبتها الراهنة المتداعية والتي استصنعتها ثقافات “زمن التفاهة” على مقاعد المقاهي الافتراضوية لتؤدي دورها الهادم للإرادة الوطنوية فتظل تلوك شعارات ساقطة من نوعية “حكم العسكر” و”دولة العسكر” و”انقلاب العسكر”؛ وما شابه من اصطلاحات انتجتها مراكز الاستخبارات الخارجية التي رتبت سيناريوهات الربيع العبروي المتصهين ولا تزال تصوغ أنماطاً من متطوراته وتوظف لها النخبة العربية الفاشلة !!

في ذكرى حدث أنتصار أكتوبر العظيم لم تنتهِ المعارك التي نخوضها نقول من عمق الوجدان: عاشت مصر حرة أبية؛ وحماها الله بقوة رجال جيشها العظيم واغلبية شعبها الذي يحكمه وجدانه الوطنوي بالفطرة.

النكسة

النكسة 2

 

النكسة 1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى