منوعات

مصطفى حامد يكتب : النقد بين القبح والجمال

ما هو الجمال؟ .. سنقول انه الارتياح للشيء الجميل.. إذن القبح هو النفور من الشيء القبيح.. فالجمال والقبح حكمان ذاتيان.

لكن قد يكون هناك اتفاق جماعي عليهما بين جماعة معينة تعيش في نفس الظروف فنحن في الشرق الأوسط نحب الموسيقى الطربية.

بينما فى أفريقيا يحبون الموسيقى الراقصة.. ومع اتصال المجتمعات قد تنتقل بعض معايير الجمال من مجتمع لآخر.. وهناك قبح.. وهناك عدم جمال.

فالقبح ينتج من عدم تطبيق قواعد اساسية.. بينما عدم الجمال قد يطبق القواعد الأساسية.. لكنه لا يطبق معايير الجمال.. فعدم الجمال ينشأ عنه الحياد والملل.. بينما القبح ينشأ عنه النفور.

مثلا من القواعد الأساسية لشكل الوجه.. التماثل.. والتكوين المألوف.. فالوجه غير المتماثل أو غير المألوف سيبدو لنا قبيحا.. بينما قد يكون هناك وجه متماثل مألوف.. لكن غير جميل.

أما الوجه الجميل فيضيف إلى القواعد الأساسية معايير الجمال.. وهي معايير دقيقة ربما محسوبة بالنانومتر
ولم يكتشفها العلم حتى الان.
ونفس هذا التحليل ينطبق على الجمال الفني فهناك عمل منفر وعمل ممل وعمل جميل.. والنقد قد يمكنه بسهولة كشف عناصر النفور التي خالفت القواعد الأساسية.. لكن من الصعب أن يفسر جمال العمل الجميل
لأن جمال الفن كجمال الوجه معاييره موجودة في المخ ولم يكتشفها العلم حتى الان.

والنقد عندما يحدد “جماليات” العمل فإنه يشير إلى ما “يظن” انه سبب في جمال العمل ككل بينما الجمال نشعر به جملة لا تفصيلا فوجه المرأة الجميلة ليس تجميعا لاجزاء جميلة بل هو كيان جميل يلعب كل جزء دورا في جماله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى