منوعات

يسرى عبدالغنى يكتب : شعر إقبال والآثر الصوفي

تأثر محمد إقبال بالعالم الصوفي جلال الدين الرومي فأنتج أعمالا أدبية باللغتين الفارسية والأردية، فمن بين 12 ألف بيت شعر كتبها هناك حوالي 7 آلاف بيت شعر بالفارسية. بحسب وكالة أنباء الأناضول.

وظهرت أول مجموعة من شعره بالفارسية “أسرار الخودي” عام 1915، وشملت كتاباته الشعرية الأخرى بالفارسية رمز بخودي وبايام المشرق وزبور عجم بينما أعماله باللغة الأردية ه بانج إي دارا وبال إي جيبري وزارب إ كليم وأرموغان إ حجاز.

وقد أكسبه عمله الهائل باللغتين لقب “شاعر الشرق”.
كما يرى العديد أن إقبال يمثل امتدادا لفلسفة العالم الصوفي جلال الدين الرومي، فشعره الفارسي، على وجه الخصوص، متأثر بشدة بالرومي.

في كتابه الشهير جافيدناما، نصح الشاعر الشهير ابنه جافيد إقبال بأنه إذا فشل في العثور على صديق حكيم في حياته فعليه الارتباط بفكر الرومي لأنه يعرف الفرق بين الواقع وظاهر الأشياء.
وقد وصف إقبال نفسه بفخر بأنه تلميذ للرومي.

ولم يكتب محمد إقبال شعره بالعربية، ولكنه سعى لاستنهاض همة الأمة العربية في مواجهة الاستعمار الذي تعرضت له كثير من دول العالمين العربي والإسلامي. بحسب وكالة رويترز للأنباء.

ففي ديوانه (والآن.. ماذا نصنع يا أمم الشرق) قصيدة عنوانها (إلى الأمة العربية) تبدأ بهذا النداء: “شعب العروبة والمجد” ويستنهض فيها العرب مذكرا إياهم بمجد حضارتهم ويسألهم:”كيف انقضى حلفكم وانفض سامركم-وكان بالأمس مثل العقد منتظما. توحدت في قديم الأرض أمتكم-ما بالها انقسمت في أرضكم أمما؟. قد خادعتكم من المستعمرين يد-سم العقارب في أكمامها استترا. يا أيها العربي انظر لعصرك في-دنيا يفوز بها من أحكم النظرا. بالسلم بالعدل تبني ما تؤمله-إن شئت للأرض عمرا فكن عمرا”.

ونشرت في عام 2014 مجلة “الدوحة” القطرية ديوان شعر عنوانه (محمد إقبال.. مختارات شعرية) بمقدمة للناقد الجزائري بومدين بوزيد. بحسب وكالة رويترز للأنباء.

وفي مقدمة عنوانها “من الشرق إلى الغرب بحثا عن الشرق”، قال بوزيد إن إقبال، الذي ولد في إقليم البنجاب ودرس الفلسفة في بلاده ثم أكمل دراسة الفلسفة والاقتصاد في بريطانيا وألمانيا، عاد إلى الهند عام 1908 وعايش أحداثا شهد فيها العالم انفجارات واضطرابات فترقى عنده الشعور بالذات الإنسانية مستفيدا من ثقافته وأسفاره.

وأضاف أن إقبال نهل من تراث المتصوفة وخصوصا في الشرق الإسلامي وهو تراث يمتد إلى جلال الدين الرومي ونور الدين عبد الرحمن الجامي كما اطلع على الفلسفات الغربية والشعر الإنجليزي والألماني.

,سجلت المقدمة ما قاله الكاتب المصري أحمد حسن الزيات إن إقبال “نبت جسمه في رياض كشمير وانبثقت روحه من ضياء مكة وتألف غناؤه من ألحان شيراز. لسان لدين الله في العجم يفسر القرآن بالحكمة ويصور الإيمان بالشعر ويدعو إلى حضارة شرقية قوامها الله والروح وينفر من حضارة غربية تقدس الإنسان والمادة”.
كما سجلت أيضا قول إقبال في آخر حياته: “أنا مسلم، ومن شأن المسلم أن يستقبل الموت مبتسما”، ويفسر بوزيد هذه الطمأنينه بأن إقبال كانت حياته حافلة بالشوق نحو السماء.

وأقصر قصائده تضم 4 أبيات وعنوانها “النسر والنملة” وتجمع بين الرمز والحكمة:

“قالت النملة للنسر الذي مر يوما ما على وادي النمل: أنت ترعى في بساتين النجوم وأنا في شقوة العيش المذل، فقال: لكن أنا لا أبحث عن مؤني مثلك في هذا التراب لست ألقي نظرة حتى ولا للسماوات التي فوق السحاب”.

وغنت أم كلثوم له قصيدة “حديث الروح” من ديوان “صلصلة جرس” وترجمة الشيخ الصاوي شعلان، وقد تضافرت فيها كلمات إقبال ولحن رياض السنباطي وأداء أم كلثوم في سبيكة شجن صوفية.

وتقول القصيدة..
حديث الروح للأرواح يسري..
وتدركه القلوب بلا عناد..
هتفت به فطار بلا جناح..
وشق أنينه صدر الفضاء ومعدنه ترابي ولكن..
جرت في لفظه لغة السماء..
لقد فاضت دموع العشق مني..
حديثا كان علوي النداء..
فحلق في ربا الأفلاك حتى..
أهاج العالم الأعلى بكائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى