قصة "جراح العجلات" أقدم عجلاتى بمدينة الأقصر منذ 30 سنة.. فيديو وصور

أكثر من 30 سنة يخرج صباحاً ويعمل فى الورش المختلفة، وأصبح له محل وورشة خاصة به فى وسط مدينة الأقصر، وبدأ فى تعلم المهنة وكيفية صيانة كل قطعة فى الدراجات الهوائية، ليطلق عليه أصدقاؤه وزبائنه “جراح العجلات”، هو علاء الشقيرى الذى يعمل فى مهنة صيانة الدراجات الهوائية منذ طفولته، ويقوم حالياً بتعليم المهنة التى تعتبر مصدر رزقه الوحيد لأبنائه الثلاثة فى ورشته بشارع التكوين المهنى.

“اليوم السابع” التقى بالعجلاتى الأقدم والوحيد فى شوارع وسط مدينة الأقصر والذى يخدم أصحاب الدراجات المختلفة من الأطفال والشباب والموظفين وكبار السن، حيث عادت الدراجات الهوائية لتصدر المشهد وانتشرت بصورة كبيرة مؤخراً حول الأقصر، فهو يتواجد فى ورشته منذ الصباح الباكر وحتى آخر الليل لخدمة الجميع دون توقف.

وفى هذا الصدد يقول علاء الشقيرى أقدم عجلاتى فى وسط مدينة الأقصر، إنه يعمل منذ 30 سنة مضت فى تلك المهنة التى لا يعمل فى غيرها طوال تلك السنوات الماضية، موضحاً إنه تعلم المهنة فى إحدى ورش صيانة وتصليح العجلات فى طفولته مع الحاج قاسم زوج شقيقته الذى كان أشهر عجلاتى وقتها بالمدينة، وظل ما بين المدرسة والورشة حتى أتقن المهنة تماماً، وقرر بعد وصوله لسن 25 سنة أن تكون له ورشته الخاصة فى شارع التكوين المهنى الشارع الأقدم بوسط مدينة الأقصر.

ويضيف علاء الشقيرى العجلاتى الوحيد فى منطقة شارع التليفزيون وشارع المدينة المنورة بوسط مدينة الأقصر، إنه قام بفتح ورشته فى تلك المنطقة منذ أكثر من 15 سنة مضت، فقد كان فى البداية يخدم المعلمين والموظفين الذين يستخدمون الدراجات الهوائية فى حياتهم اليومية بصورة كبيرة، حيث أن الدراجة كانت وسيلة رئيسية لغالبية الموظفين فى تلك الفترة، وظل يتعلم كل شيئ عن الدراجات حتى شارك فى صيانة عدد من دراجات السائحين الذين يقيمون فى مدينة الأقصر ويخدمهم بصورة شبه يومية، كما كان يطلبه أصحاب الشركات السياحية لصيانة دراجات السياح فى جولاتهم حول المزارات السياحية بالمجموعات عبر تلك الدراجات.

وعن تاريخ الدراجات الهوائية التى قام بصيانتها، يقول علاء الشقيرى، إنه فى السابق بدأ سوق الدراجات فى مصر والصعيد بالدراجات النصر الصناعة المصرية التى كانت متينة للغاية، وكان صاحبها لا يقوم بصيانتها كثيراً لشدة تحملها، وبعدها ظهرت الدراجة السبور الهندية الشهيرة ذات القفص المعدنى على مكان الجنزير وهى التى أقبل عليها عدد كبير من الموظفين والمدرسين وذاع صيتها، وبعدها بدأت فى الظهور الدراجات الهوائية الحديثة والسرعات المتعددة الذى يضم تروس أمامية وخلفية وفرامل بأشكال مختلفة، موضحاً أنه شارك فى صيانة آلاف الدراجات الهوائية ويعرف الدراجة والمشكلة فيها من النظر إليها، حتى أطلق عليها أصدقاؤه “جراح الدراجات”.

أما عن خدمته وتعامله مع الزبائن والأصدقاء، فيقول أقدم عجلاتى بوسط مدينة الأقصر، إنه يعمل فى مهنة قليل جداً من يتقنها ويتعلمها فهى تعتبر إحدى المهن التى اقتربت من الاندثار فى الأقصر، حيث إنه لا يوجد متخصصون فى صيانة الدراجات بمدينة الأقصر سوى 7 أو 8 أشخاص متفرقين حول المدينة، ولذلك يحاول أن يطور من نفسه دوماً وكلما انتشرت دراجة جديدة يقوم بجلب إحداها ودراستها جيداً لمعرفة كل شئ داخلها وكيفية صيانته حال وجود عطل فيه، كما إنه يحترم زبائنه لأنه باب رزقه الوحيد بجانب كونهم عشاق للدراجات الهوائية ولذلك يجب ألا يرد أحد حتى لو لم يملك المال لتشجيع الجميع على تلك الرياضة المفيدة والمهمة للكبار والصغار والشباب.

ويتزامن مع شهر يونيو الجارى فى 3 يونيو من كل عام ذكرى اليوم العالمى لركوب الدراجات الهوائية للترويج لفوائد ركوب الدراجات وزيادة الوعى حول أهمية الدراجات كوسيلة نقل مستدامة، حيث أن فوائد ركوب الدراجات متعددة منها حصول الجسم على المزيد من اللياقة والرشاقة، والتنقل بالدراجة يحسن من وظائف الجسم مع الشعور الدائم بالنشاط والحيوية، ويكون الشخص لديه مناعة عالية مما يجعله يتخلص من العدوى بشكل سريع، ويكون جيد فى نفس الوقت لفقدان الوزن، بعكس التمارين الأخرى لأنها يمكن دمجها فى الحياة اليومية، مما يجعل الشخص قادر على التقليل من الوزن وحرق الدهون بصورة سهلة.

وتساهم التمارين باستخدام الدراجات الهوائية فى تعزيز قدرة العقل على الإبداع والتفكير مما يمنح الجسم مساحة للتنفس والشعور بالراحة، والكتاب والموسيقيين والفنانين بكل أنواعهم يهتمون بالتمارين الهوائية لأن لديها قدرة عجيبة على الإبداع وجعل العقل خلاق ومتميز.

وكان قد سلم صلاح رشوان مدير عام مديرية الشباب والرياضة بمحافظة الأقصر، دراجات هوائية لأسر الشهداء والضحايا وذلك ضمن “دراجتك صحتك”، وتحت رعاية الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، والمستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، وقام مدير عام مديرية الشباب والرياضة بمحافظة الأقصر، بتسليم عدد 6 درجات هوائية من النوع الجبلى من الدفعة الأولى من المرحلة الثانية لأسر الشهداء والضحايا، وذلك ضمن مبادرة دراجتك صحتك بمحافظة الأقصر، وبالتنسيق مع صندوق تكريم الشهداء، وبحضور الدكتور محمد عبد الوهاب وكيل الرياضة بالمديرية.